ورد أن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي ومسؤولين أمنيين أجروا تقييما قبل ساعات من بدء هجوم حماس الوحشي على جنوب إسرائيل صباح السبت، بعد أن تلقوا “أجزاء” من المعلومات التي تفيد بأن شيئا ما يجري، لكنهم خلصوا إلى أن النشاط في غزة كان على الأرجح تدريبا.
وردا على التقارير، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لم يتلق أي تحذيرات استخباراتية من المؤسسة الأمنية قبل بدء عملية حماس المدمرة، والتي قُتل فيها حوالي 1300 شخص عندما اجتاح مسلحون بلدات في جنوب إسرائيل.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: “تم إبلاغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تمام الساعة 06:29 يوم السبت، وليس قبل ذلك، عند اندلاع القتال. لقد ذهب على الفور إلى الكيريا [المقر العسكري في تل أبيب]، وأجرى تقييما للوضع وعقد مجلس الوزراء الأمني”.
وذكرت التقارير أن كبار المسؤولين العسكريين ومسؤولي الشاباك، بما في ذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أجروا محادثات هاتفية قبل ساعات قليلة من تسلل حماس المدمر، بعد ظهور مؤشرات على نشاط استثنائي.
وبحسب ما ورد، خلص الجنرالات إلى أن النشاط في غزة كان على الأرجح مناورة، واتفقوا على إجراء مزيد من المناقشات في الصباح. وبحسب ما ورد، اختاروا عدم رفع حالة التأهب أو تعزيز القوات في منطقة حدود غزة، لأن القضية لم تعتبر ملحة.
ولطالما اعتقد الجيش الإسرائيلي أن سياجه الأمني، المزود بالكاميرات وأبراج المراقبة وأجهزة الاستشعار عالية التقنية، أنه يوفر الأمن لسكان البلدات الحدودية في غزة. لكن في وقت مبكر من يوم السبت، قام مسلحو حماس بتدمير أجزاء من السياج بالمتفجرات والجرافات في مواقع متعددة، ثم توجهوا مباشرة عبر الفتحات في سيارات الجيب والدراجات النارية، بينما حلق آخرون في طائرات شراعية، وأسقطت طائرات مسيّرة متفجرات على أبراج المراقبة وعطلت الكاميرات. ووسط وابل صاروخي متزامن ضد جنوب ووسط إسرائيل، اقتحم ما يقدر بنحو 1500 مسلح جنوب إسرائيل وذبحوا الجنود والمدنيين على حد سواء.
وأشارت التقارير يوم الخميس إلى مكالمتين هاتفيتين أجريتا ليلة الجمعة-السبت بين رئيس المنطقة الجنوبية لجهاز الأمن العام الشاباك، والمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، وفرع العمليات في الجيش الإسرائيلي والقيادة الجنوبية، إضافة إلى هاليفي. وذكرت صحيفة “هآرتس” أن رئيس الشاباك رونين بار أجرى مشاورة منفصلة.
وفي حين قام الشاباك بتقييم المعلومات المقدمة على أنها “أجزاء ضعيفة”، فقد خشي الجهاز من احتمال وقوع محاولة اختطاف وأرسل فريق عمليات صغير إلى الجنوب. وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات أخرى. وخلال عملية التوغل يوم السبت، شارك فريق الشاباك الصغير في القتال في أحد الكيبوتسات التي هاجمتها حماس، وأصيب بعض أعضائه.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هجاري صباح الخميس إنه لم تكن هناك تحذيرات استخباراتية كبيرة، لكنه أكد أن كانت هناك بعض مؤشرات صغيرة مبكرة.
“لم يكن هناك مثل هذا التحذير. المؤشرات التي ظهرت قبل ساعات يمكن أن تعتمد على إشارات استخباراتية مختلفة”، قال هجاري.
في أول تصريحات علنية له منذ اندلاع الحرب، قال هاليفي يوم الخميس إن “الجيش الإسرائيلي مسؤول عن أمن البلاد ومواطنيها، وصباح السبت في المنطقة المحيطة بقطاع غزة، لم نتعامل مع الأمر… سوف نتعلم، وسوف نقوم بالتحقيق، ولكن الآن هو وقت الحرب”.
وبينما تتعامل البلاد من الهجوم الأكثر دموية في تاريخها، يصر نتنياهو على أنه لم يكن لديه علم مسبق بأي تقييمات أمنية تتنبأ بهجوم.
وقال مسؤولون في المخابرات المصرية لتايمز أوف إسرائيل ووسائل إعلام أخرى إن القدس تجاهلت تحذيرات متكررة من أن الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها تخطط لـ”شيء كبير”.
ونفى نتنياهو في وقت سابق من الأسبوع تلقيه مثل هذا التحذير، وقال خلال خطاب ألقاه للأمة ليلة الاثنين إن الرواية المصرية هي “أخبار كاذبة”.
وقال مكتبه في بيان في وقت سابق من ذلك اليوم: “لم تصل أي رسالة مبكرة من مصر ولم يتحدث رئيس الوزراء أو يجتمع مع رئيس المخابرات منذ تشكيل الحكومة – ليس بشكل غير مباشر أو مباشر”.
ونُقل عن مسؤول مصري واحد على الأقل قوله إنه تم إخطار رئيس الوزراء مباشرة بالتحذيرات، لكنه رفضها، في حين تكهن آخر لتايمز أوف إسرائيل بأن التحذير لم يصل إلى التسلسل القيادي في مكتب نتنياهو.
وفي يوم الأربعاء، أعطى النائب الجمهوري مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، مصداقية لمثل هذه التقارير، حيث قال للصحفيين في واشنطن: “نحن نعلم أن مصر… حذرت الإسرائيليين قبل ثلاثة أيام من احتمال وقوع مثل هذا الحدث”.
وأضاف في حديثه للصحفيين بعد إحاطة استخباراتية مغلقة للمشرعين حول الأزمة: “لا أريد الخوض في الكثير من [التفاصيل] السرية، ولكن تم توجيه تحذير. أعتقد أن السؤال كان على أي مستوى”.
وكان معظم القتلى من المدنيين، والعديد منهم ذبحوا في ظروف مروعة. وخلال زيارته لإسرائيل يوم الخميس، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “ذبح أطفال، وتدنيس حرمة جثث، وحرق شباب أحياء، واغتصاب نساء، واعدام أهل أمام أطفالهم، وأطفال أمام أهاليهم”. وتم اختطاف ما لا يقل عن 100 شخص إلى غزة، حيث تم احتجازهم كرهائن.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 1400 شخص في القطاع الفلسطيني قتلوا في الغارات الإسرائيلية الانتقامية. وقالت إسرائيل إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية وجميع المناطق التي تعمل فيها حماس أو تختبئ فيها، وأن القوات الإسرائيلية قتلت حوالي 1500 من مسلحي حماس الذين تسللوا إلى أراضيها منذ يوم السبت.