مقوله مشهورة لكنها غير صحيحة، نجد في الأفلام والمسلسلات إصرار الضابط علي إعتراف المتهم أمامه، ولو تم ذلك بالإكراه، ونسمع الجملة الشهيرة (انا مش هاسيبك إلا لما تعترف) وذلك مسلك إن كان مخالف للقانون ولكنه أيضاً غير مفيد لأنه قد يعترف المتهم أمام النيابة أو أمام القضاء ومع ذلك المحكمة تحكم ببراءته
وذلك لأن الإعتراف ليس سيد الأدلة كما يُعتقد، إنما هو أحد الأدلة وعنصر من العناصر التي تستدل بها المحكمة علي صحة الإتهام من عدمه، ولكن بشرط أن يكون الإعتراف يوافق الواقع والحقيقة
مثلاً، يعترف شخص أنه كان يحمل في جيبه كيس أو كمية معينة من المواد المخدرة وبمطالعة المحكمة لجيبه تجده يستحيل أن يحمل تلك الكمية، أو أن يعترف الشخص بأنه قتل عدة أشخاص بالطعن بالسكين ويثبت بعد ذلك أن الوفاة تمت بآداة مختلفة وغير ذلك من الإعترافات التي لا تتفق مع الواقع والحقيقة،
وذلك ما استقرت عليه أحكام محكمة النقض في العديد من أحكامها ومنها لما كان الإعتراف فى المسائل الجنائية هو من عناصر الإستدلال التى تملك محكمة الموضوع كامل الحرية فى تقدير صحتها و قيمتها فى الإثبات و لها أن تأخذ به متى اطمأنت إلى صدقه و مطابقته للحقيقة و الواقع
أنه لابد ان يُدرك هو اولاً قبل الناس، ان المحاماة في صحيح رسالتها، ليست وسيلة لتزيين باطِل او تزييف حقائِق، او طمسْ حق، وتشجيعٍ للمظالِم، انما نُبل رسالتها يكمُن في انها تعاون على البِرّ، ومناصرة للمعروف، ودحضٌ للباطِل، وإعانة للضعيف، وإغاثة للملهوف والمقهور .
عند صياغة المرافعة تمسك بالجمل والعبارات المفيدة التي تخدم بيناتك ودفوعك، لأن المرافعة ختامية، وفي الختام يجب أن ننتقي الكلام، فأي جملة غير مفيدة قد تدخل سياق المرافعة من المحتمل أن تهدد مصلحة موكلك وتصبح قضيتك بخطر .