المحامي الحقيقي هو أديب ومتذوق رفيعُ المستوى للأدب، وجهلُه بالأدبِ يمسُ شرفَ المهنةِ أو يسلبُ روحَها لأنه لا يعتمدُ على مهارةِ التحليلِ المنطقي وحدَها، بل يعتمدُ أيضاً على مهارةِ التواصلِ الشفاهيِ والكتابيِ مع الموكلين ورجال المؤسساتِ القانونية، سلاحه الأول هو الفصاحة والبيان، وكي يحققَ هويتَه، عليه أن يتلقى دروساً في كيفية تذوق الأدب، عليه أن يكون صداقة مع الأعمالِ الأدبية وعليه أن يتسلحَ بنظرة الشاعرِ كي يتلقى أسرار مهنتة العميقة، ويتعلم كيف يدافعُ عن الحياة .
١- لأن القاضي لا يُلقّن الخصم حجته ٢- لأنه لا عذر لمن أقرّ ٣- لأن الدليل قد يكون ظاهره لك وباطنه عليك ٤- لأن القوانين تُعدل وتتغير وتستجد ويكون لها استثناء وتقييد ٥- لأن الدعوى عليها تكاليف قضائية يتحملها الطرف الخاسر 6-ما قاله السنهوري رحمه الله “الكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين ، لكن حقيقة دور المحامي تكمن في دراسة الوقائع كدراسة القانون والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون ، على المحامي الانتقال إلى الوقائع المهمة في القضية فالقاضي أعلم بالقانون .
إقناع القاضي بفكرتك أو الاستجابة لما قدمته في مرافعتك هي أصعب مرحلة يمر بها المحامي ، فأنت استوعبت قضيتك بدراسة مستفيضة مع الأيام، بينما القاضي يستقبلها مع عدد كبير من أخواتها الدعاوى ولست وحدك في الميدان ، فهناك خصم أو جمع يقاومون أفكارك ومتى استشعرت ذلك طابت نفسك وكافحت للنهاية .
من مبادئ القضاء أن الحَق لا يكون ثابتًا إلا إذا كان السبب صحيح ، فقد يُبرر المدعي لمطالبته بالحق بإسهاب ، لكن الحَق لا يثبت مالمّ يقدم المدعي سببًا صحيحا لصحة دعواه .